الجمعة، 22 نوفمبر 2013

المنخفض العميق يكشف عن احترافية مرتفعة بسلطنة عمان، وعكسها بدول النفط

كتب: حكاية نفر
مرّ خلال الأيام الماضية "منخفض جوي عميق" (منخفض الخليج) على كلا من المملكة العربية السعودية ودولة قطر ودولة الكويت ومملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان ، المنخفض الشتوي محمل بكميات كبيرة من مياه الأمطار مصحوبا بحبات البرد والرياح.

الرياض عاصمة أغنى دولة في العالم من حيث كميات النفط المكتنزة بها أصبحت وكأنها مدينة للأشباح بعد ساعات فقط من مرور المنخفض عليها، فمياه الأمطار أتت على شوارعها الرئيسية وتقطعت الطرق بصورة غير متوقعة وتكدست المياه بين الأحياء والطرقات والسكيك والحواري والزنقات. وخلّف المنخفض خلفه أعداد من الوفيات والمفقودين والمتضررين.

وبنفس الطريقة ولكن بدرجات متفاوتة كان له نفس الأثر على باقي دول الخليج إلا أن تأثيره على سلطنة عمان كان الأقل ضرار على المستوى المادي والبشري إذا ما أخذنا الجانب الجغرافي والتوزيع الديموجرافي لسلطنة عمان.

مرت على سلطنة عمان عدة كوارث طبيعية لعل أبرزها ما يسمى بإعصار "جونو" عام 2007م وبعده إعصار "فيت"، ولأن لدى سلطنة عمان حكومة واعية بقدر معقول فإنها قامت بعدة إجراءات تخص المستقبل في عالم الكوارث الطبيعية والأعاصير والأمطار فكان تشكيل لجان لإدارة الأزمات والكوارث ولجان للدفاع المدني والإنقاذ والإيواء وغيرها، بالرغم أن باقي الدول أيضا لديها ما يشابه هذه اللجان إلأ أن الفارق هو الاحترافية والرغبة الفعلية من الاستفادة من التجارب وهو ما علينا ذكره سواء اتفقنا مع الحكومة أو اختلفنا فهذا لا يعني بحال من الأحوال أن لا نذكر المحاسن من باب الموضوعية.

الأرصاد العمانية –والتي أثبتت دقتها ومصداقيتها - بشهادة الواقع والتجارب طبعا- قامت قبل فترة كافية بتحذير المواطنين والمقيمين والزائرين عبر وسائل الإعلام بقدوم المنخفض وقوته ومدى تأثيره ووقت وصوله وعدد أيام إقامته بالسلطنة، وهو حدث فعلا- تلته عدة يومية تتابع الحالة اول بأول، مع نشاط العاملين بالأرصاد عبر حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي بتوعية متابعيهم والرد على استفساراتهم مباشرة.

كما تزامن ذلك مع استعداد لشرطة عمان السلطانية المبكر ومنع الإجازات الأسبوعية لأفرادها، وبنفس الإطار عملت الهيئة العامة للدفع المدني والإسعاف ووزارة الصحة ووزارة التنمية الإجتماعية وسلاح الجو والجيش السلطاني العماني ، وغيرها من المؤسسات الحكومية، كل ذلك كان بمتابعة من هيئة الإذاعة والتلفزيون ووسائل الإعلام الخاصة مع بث رسائل توعوية لتجنب مخاطر المنخفض مثل الإبتعاد عن مجاري الأودية والتجمعات المائية وعدم المسير إلا بعد التأكد من انخفاض منسوب المياه والابتعاد عن أعمدة الكهرباء..الخ. كما تم فتح عدد من مراكز الإيواء في ستة محافظات مع تجهيزها بالمستلزمات، كما تم وضع طيران الشرطة وطيران الدفاع المدني وطيران سلاح الجو على أهبة الإستعداد لتنفيذ عمليات الإنقاذ والإغاثة.

كل تلك التحركات أحدثت رسخت نوعا من الثقافة التوعوية لدى الفرد في سلطنة عمان، ورغم حدوث بعض التجاوزات الفردية على مستوى الأشخاص وبعض الحالات على مستوى البنية التحتية ، إلا أن المشهد العام كان مبشرا ومفرحا – لي شخصيا على أقل تقدير- ويبشر بالأفضل في التعامل المستقبلي لمثل هذه الحالات أو حتى الأقوى منها.

لست هنا لأمدح ولكن لأقول كلمة حق وشكر للجهود التي بذلت سواء قبل أو  أثناء او بعد الحالة الجوية، والشكر للجميع أفرادا ومؤسسات.

وبعد هذا الشكر أتمنى أن توصد الجسور على معابر الأودية في جميع الطرق الرئيسية بالسلطنة حتى لا تتوقف حركة السير بسبب عبور "السيد وادي".. 

عملية إنقاذ جوية بواسطة المروحية اضغط على الرابط:  https://www.youtube.com/watch?v=5ezVymmDhrY&feature=youtube_gdata_player





من عمليات الإنقاذ

من عمليات إجلاء الوافدين تحسبا لرتفاع منسوب الماء


من عمليات الإنقاذ

من عمليات الإنقاذ

من الرسائل التوعيوية

رسائل توعوية بثتها شرطة عمان السلطانية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق